مشروع التسامح الديني الوطني العراقي
من خلال هذا المنبر الحر، نطرح مشروعا وبرنامجا للعراقيين والجهات المعنية بالأمر في العراق وإقليم كوردستان، بهدف غرز ثقافة السلم والتسامح لمجابهة ثقافة العنف الدموي الذي يفتك بالساحة العراقية بفعل عوامل إرهابية خارجية لا تريد للعراقيين خيرا ولا سلاما. راجينا دراسته وتبنيه من قبل الجهات العراقية المعنية من أجل المساهمة والمشاركة بصورة فعالة في إرساء ستار واقي من ثقافة مؤمنة بالتسامح والعيش المشترك على أساس تقبل الآخر بغض النظر عن القومية والدين والجنس، ومما لا شك فيه ان المراجع الدينية الإسلامية والمسيحية والطوائف الدينية الأخرى في العراق تلعب دورا هاما ورئيسيا في هذا المجال.
لهذا وبغية جمع المراجع الدينية في العراق تحت مؤسسة تنظيمية واحدة للقيام بالعمل المشترك الموحد، واتفاق المراجع على الثوابت الدينية الرئيسية و القواسم المشتركة بين الأديان التي تخدم العراق والعراقيين، وطرح خطاب ديني عقلاني متحضر مواكب للعصر والحداثة ولتتطور العلوم، ولغرض وضع برامج وطنية لإزالة ثقافة العنف وعسكرة المجتمع التي غرزها النظام البائد في أوساط أبناء المجتمع العراقي خاصة في بعض مناطق العراق، ومن أجل وضع برنامج وطني لتبني ثقافة التسامح والأخاء، وغرز ثقافة السلام واللاعنف من خلال منابر المساجد والحسينيات والكنائس ودور العبادة. ولأجل وضع ميثاق شرف كدستور دائم لفصل الدين عن الدولة في العراق الجديد الذي سيسيره نهج خيار العامة من العراقيين من خلال صناديق الاقتراع والتصويت وفق عملية التحول الديمقراطي الذي أخذ طريقه بنجاح باهر.. من أجل كل هذا، ومن أجل العراقيين في الجنوب والوسط وفي اقليم كوردستان.. نطرح هذا المشروع الوطني بإسم مشروع التسامح الديني الوطني العراقي للسادة المعنيين في الحكومة العراقية، والأحزاب العراقية والكردستانية، والسادة الأفاضل من رجال الدين من كل الأديان في العراق.. من باب التواضع ليكون جهدا أوليا لبناء أكبر في هذا الاتجاه الوطني الأصيل والإنساني النبيل لبذر بذور الخير في أرض العطاء، أرض الأمة العراقية.
اسم المشروع: مشروع التسامح الديني الوطني العراقي
الفكرة: تأسيس مجمع وبرنامج باسم التسامح الديني الوطني العراقي.
الأسباب:
1. تفرد المراجع الدينية العراقية كل على حدة، وعدم وجود إطار مؤسساتي تنسيقي عام مشترك تجمع المراجع تحت خيمتها، لغرز المفاهيم المشتركة بين الأديان في جميع أوساط العراقيين، بخصوص التسامح، والعمل الخير، وتقبل الآخر بغض النظر عن الدين والقومية والجنس، واحترام المقابل بآرائه وأفكاره ومعتقداته بغض النظر عن توافقها او عدم توافقها، والأيمان بحرية الفرد والتعبير والعيش بكرامة، وإقرار الحقوق الأساسية والمدنية والثقافية والسياسية والاقتصادية للانسان وفق المواثيق الدولية التي تمثل أرقى أشكال التعامل مع الانسان المعاصر للتفاعل مع مفردات الحياة الحديثة التي تتسم بسرعة التغيير والتحول نحو الأمام.
2. وجود بقايا ثقافة بعثية شوفينية مغروسة في بعض أوساط العراقيين خاصة في المنطقة الوسطى من العراق.
3. وجود ثقافة عسكرية صدامية متسلطة مغروسة في أوساط البعض، وهؤلاء ما زالوا يؤمنون بهذه الثقافة المضرة على المستوى الفردي والجماعي ويتمسكون بها سلوكا وتطبيقا.
4. وجود اتجاهات عنصرية غير سوية في تفكير وأراء بعض العراقيين تجاه الحقوق القومية للكرد وتجاه مطالبه العادلة، وتجاه الأقليات الأخرى في العراق.
5. عدم تأقلم وتكيف فئات كبيرة في الوسط وبعض المناطق في كركوك والموصل مع الواقع الجديد للعراق، وعدائهم للنهج الديمقراطي الذي اختاره العراقيين في الثلاثين من كانون الثاني بحرية تامة.
الآلية:
1. الدعوة الى عقد مؤتمر شامل يضم جميع المراجع الدينية في العراق (الإسلامية بجميع مذاهبه، المسيحية بجميع طوائفها، الايزيدية والمندائية والصابئة ومراجع اخرى ان وجدت).
2. تسمية المؤتمر بمؤتمر التسامح والأخاء الوطني، أو اسم آخر حسب الاتفاق.
3. الإعلان عن تشكيل مجمع ديني عراقي، من المشاركين الأساسيين في المؤتمر.
4. تأسيس مؤسسة وطنية بإسم مجمع التسامح الوطني العراقي، ممثلة فيها ممثلين لجميع الأديان وميزانية مستقلة، على ان تكون المؤسسة المجمعية لها شخصيتها المعنوية والمادية المستقلة.
5. انتخاب مجلس أعلى للمجمع وفق الية معينة تتفق عليها المؤتمر، واختيار رئيس لمجلس المجمع، وانتخاب لجان ممثليات فرعية في المحافظات ممثلة فيها ممثلين من كل المراجع الدينية.
6. وضع ميثاق شرف ديني عراقي، كأساس ومرجع لأهداف المجمع لخدمة العراقيين جميعا.
7. اعتماد المنهج الديمقراطي في اختيار ممثلي ادارة المؤتمر وانتخاب رئيس وأعضاء المجلس الأعلى والممثليات في المحافظات أو الأقاليم.
الأهداف:
1. جمع المراجع الدينية في العراق تحت مؤسسة تنظيمية واحدة للقيام بالعمل المشترك الموحد.
2. اتفاق المراجع على الثوابت الدينية الرئيسية و القواسم المشتركة بين الأديان التي تخدم العراق والعراقيين.
3. طرح وتوجيه خطاب ديني عقلاني متحضر مواكب للعصر ولتتطور العلوم.
4. وضع برامج وطنية مشتركة لإزالة ثقافة العنف وعسكرة المجتمع التي غرزها النظام البائد في أوساط أبناء المجتمع العراقي خاصة في المنطقة الوسطى من العراق.
5. وضع وطرح برنامج وطني لتبني ثقافة التسامح والأخاء، وغرز ثقافة السلام واللاعنف في أوساط العراقيين من خلال منابر المساجد والحسينيات والكنائس ودور العبادة.
6. وضع ميثاق شرف كدستور دائم لفصل الدين عن الدولة.
الجهات المشاركة:
1. المراجع الشيعية بجميع مرجعياتها و ممثلياتها وهيئاتها ومؤسساتها الدينية
2. المراجع السنية بجميع هيئاتها وجمعياتها ومراكزها الدينية
3. المراجع الدينية الكردستانية
4. وزارة الأوقاف في بغداد
5. وزارة الثقافة في حكومة كردستان، ادارة السليمانية
6. وزارة الثقافة في حكومة كردستان، ادارة اربيل
7. الكليات والجامعات الدينية
8. الهيئة الحكومية للوقف الشيعي
9. الهيئة الحكومية للوقف السني
التمويل :
1. تخصيصات أنية حكومية لتاسيس المجمع.
2. تخصيص ميزانية مناسبة سنوية وفق الميزانية العامة للدولة.
3. تبرعات من الأفراد والمؤسسات والكيانات العراقية.
التنفيذ :
1. اقرب فرصة ممكنة.
2. أو حسب ما يرى مناسبا.
جهة تبني الفكرة أو المشروع:
1. السيد جلال طالباني رئيس جمهورية العراق
2. أو السيد مسعود البارزاني زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني، لطرحه بصورة موحدة باسم القيادة السياسية الكردية.
3. أو حسب ما يراه السيد رئيس الجمهورية مناسبا، أو
الأسباب الموجبة:
1. العمل على إزالة آثار الثقافات العنصرية والعسكرية والعنفية والعدائية والكراهية، التي غرزها صدام ونظامه في أوساط بعض العراقيين.
2. العمل على إزالة الطروحات العدائية والعنصرية والمتسمة بالكراهية تجاه الكرد وتجاه إقليم كردستان، وتجاه الشيعة وتجاه عرب السنة وتجاه المسيحيين.
3. غرز ثقافة التسامح والأخاء وفق برنامج وطني مدروس تشترك فيه جميع المراجع الدينية وغير الدينية في العراق.
4. غرز ثقافة السلام منهج اللاعنف لدى العراقيين لتعرضهم الى ضغوطات وممارسات قمعية وتسلطية غير سوية.
تعديلات المشروع:
• المشروع يعتبر مسودة أولية غير نهائية، قابلة للنقاش والتطوير والتحسين، للوصول الى أحسن صيغة.
• المصطلحات والتسميات الواردة في المسودة لا تعتبر رسمية، وقابلة للتعديل وللتحوير.
• ممكن الاستعانة بالمراجع الدينية في العراق وفي اقليم كردستان، خاصة الممثلة باتحاد علماء كردستان في اربيل والسليمانية، لوضع برنامج وطني متخصص (باسم البرنامج الوطني العراقي للتسامح) على الصعيد العراقي لطرحه أمام الجهات الدينية العراقية، للأخذ بها كورقة عمل للاتفاق عليها من قبل جميع الجهات المعنية الدينية والحكومية لتطبقيها على مستوى العراق.
في الختام، لا بد أن نؤكد أن ثقتنا كبيرة بالمرجعيات ورجال الدين الأفاضل في العراق، بجميع مذاهبهم وطوائفهم، سنيا أو شيعيا أو مسيحيا أو ايزيديا او صابئيا او مندائيا، وهؤلاء أهل لحمل هذا اللواء، لواء التسامح والسلام، كما حملوه في الماضي والحاضر لنشر ثقافة الأخاء والعيش المشترك، واليوم جديرون أيضا بحمل ونشر لواء تقبل واحترام الآخر بغض النظر عن الدين والقومية والجنس، على أساس مراعاة وتثبيت جميع الحقوق الأساسية للانسان العراقي خاصة منها الحرية والعيش بكرامة لأجل تأمين حياة آمن ومستقبل زاهر لكل العراقيين.